وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي في كوبنهاغن: ديناميكية جديدة في علاقات تونس والدنمارك

في إطار جولته في بلدان شمال أوروبا، أدى السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، زيارة رسمية إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يوم 4 جوان 2025، كانت مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق تعاون واعدة بين تونس والدنمارك في مختلف المجالات.

تأكيد على متانة العلاقات التونسية الدنماركية

استهل الوزير زيارته بلقاء مع نظيره الدنماركي السيد لارس لوكا راسموسن، حيث شدد الجانبان على عمق العلاقات التي تربط بين تونس والدنمارك منذ سنة 1959، مشيدين بالتطور الإيجابي الذي شهدته هذه العلاقات. وقد عبر السيد النفطي عن تطلع تونس إلى تعزيز الشراكة الثنائية، مرحباً بقرار الدنمارك فتح سفارة لها في تونس بداية من شهر أوت المقبل، معتبراً ذلك تجسيداً لثقة كوبنهاغن في موقع تونس الإقليمي وحرصها على مزيد تعميق التعاون.

توافق في الرؤى حول القضايا الإقليمية

وأبرز الوزير التونسي توافق وجهات النظر مع الجانب الدنماركي بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما القضية الفلسطينية، حيث جدد دعم تونس الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني، مندداً بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، والتي وصفها بأنها “ترقى إلى مستوى حرب إبادة”.

دعم الحوار البرلماني وتعزيز الحوكمة

كما التقى السيد محمد علي النفطي برئيس البرلمان الدنماركي، السيد سورين جاد يانسن، حيث دعا إلى مزيد من التقارب البرلماني يعكس عمق العلاقات الثنائية. وأكد الوزير حرص تونس على ترسيخ المسار الديمقراطي، والقيام بالإصلاحات الضرورية في مجالات الحوكمة ومكافحة الفساد وتعزيز العدالة الاجتماعية.

وفي هذا السياق، دعا الوزير إلى دعم تونس في استرجاع الأموال المنهوبة، مشيراً إلى أن البرلمان الدنماركي يمكن أن يلعب دوراً مهماً إلى جانب الشركاء الأوروبيين في هذا المسار.

منتدى اقتصادي لتوطيد الشراكة

اقتصاديًا، أشرف السيد النفطي على افتتاح المنتدى الاقتصادي التونسي-الدنماركي بمقر غرفة الصناعة الدنماركية، بحضور ممثلين عن “كونكت” وعدد من رجال الأعمال التونسيين والدنماركيين. وقد مثّل المنتدى فرصة لاستكشاف آفاق التعاون في مجالات واعدة مثل الطاقات المتجددة، والصناعات الصيدلية، والإنتاج الفلاحي المستدام، والخدمات الرقمية.

وأكد الوزير أن تونس تمثل بوابة استراتيجية للدنمارك نحو السوق الإفريقية، داعيًا إلى تأسيس شراكات جديدة تقوم على المصالح المشتركة، مع التزام الحكومة التونسية بتوفير مناخ جاذب للاستثمار.

لقاء مع الجالية التونسية: اهتمام ورعاية مستمرة

واختتم الوزير زيارته بلقاء مع أفراد الجالية التونسية المقيمة في الدنمارك، حيث استمع إلى مشاغلهم وتطلعاتهم، مؤكداً حرص رئيس الجمهورية قيس سعيد على توفير الرعاية اللازمة للجالية، وضمان حقوقها واندماجها في المجتمع المضيف، مع الإقرار بدورها الفاعل في دفع عجلة التنمية في البلدين.

نحو مرحلة جديدة من التعاون

تشكل زيارة الوزير النفطي إلى كوبنهاغن خطوة متقدمة نحو توطيد العلاقات التونسية الدنماركية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، وتجسد إرادة متبادلة لإرساء شراكة متكاملة ترتكز على الحوار، التعاون، والاحترام المتبادل.

يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى